وَسَوّى اللهُ بَينَكُمُ المَنايا
وَوَسَّدَكُمْ مَعَ الرُّسلِ التُّرابا
وَأَرسَلَ عائِلاً مِنكُمْ يَتيمًا
دَنا مِن ذي الجَلالِ فَكانَ قابا
نَبِيُّ البِرِّ بَيَّنَهُ سَبيلاً
وَسَنَّ خِلالَهُ وَهَدى الشِعابا
تَفَرَّقَ بَعدَ عيسى النّاسُ فيهِ
فَلَمّا جاءَ كانَ لَهُمْ مَتابا
وَشافي النَّفسِ مِن نَزَعاتِ شَرٍّ
كَشافٍ مِن طَبائِعِها الذِّئابا
وَكانَ بَيانُهُ لِلهَديِ سُبلاً
وَكانَت خَيلُهُ لِلحَقِّ غابا
وَعَلَّمَنا بِناءَ المَجدِ حَتّى
أَخَذنا إِمرَةَ الأَرضِ اغتِصابا
.
.تَجَلّى مَولِدُ الهادي وَعَمَّت
ْ بَشائِرُهُ البَوادي وَالقِصابا .
.
وَأَسدَتْ لِلبَرِيَّةِ بِنتُ وَهبٍ
ٍ يَدًا بَيضاءَ طَوَّقَتِ الرِّقابا .
.
لَقَد وَضَعَتهُ وَهّاجًا مُنيرًا
كَما تَلِدُ السَّماواتُ الشِّهابا
.
.
فَقامَ عَلى سَماءِ البَيتِ نورًا
يُضيءُ جِبالَ مَكَّةَ وَالنِّقابا
.
.
وَضاعَت يَثرِبُ الفَيحاءُ مِسكًا
وَفاحَ القاعُ أَرجاءً وَطابا
.
.
أبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري
بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ انتِسابا
.
.
فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيان
إِذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا
.
.
مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدرًا
فَحينَ مَدَحتُكَ اقتَدتُ السَّحابا
رحم الله أمير الشعراء وصلى على نبينا ﷺ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق